• ×

حديث الكتب (2) - الجزيرة عدد 13927 - تاريخ 9/12/1431

0
0
1.3K
 المقال : إضغط هنا لتحميل الصورة بحجمها الطبيعي
image

طفسة


كتب الأخ الأستاذ عبدالحفيظ الشمري في زاويته بجريدة الجزيرة (بين قولين) يوم 21-8-1431هـ يتساءل عن معنى كلمة (طفسة) ويذكر أنه لم يجد في مظان اللغة وتقنياتها وأوعيتها ما يدله على معناها.

وقد تذكرت كتاب شيخنا محمد بن ناصر العبودي (معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة) (13 مجلدا) فقلت في نفسي (يا.. ولد) (حلوة يا ولد) اذهب إلى هذا الكتاب وستجد بغيتك، وهذا ما حدث، فقد وجدت صفحتين في الكتاب (ج8) تتحدثان عن كلمة طفسة، ملخصهما طفس الرجل الشخص سبه في وجهه سبا شديدا، والطفسة الزهيد من المال والطعام، والطفل غير النظيف: طفس، واستشهد ببيتين من الشعر العامي، ونقل عن ابن منظور: رجل نجس طفس: قذر، ونقل عن الصغاني، وأورد بيت الشاعر رؤبة، كما نقل عن الأزهري (صاحب تهذيب اللغة) الطفس: قذر الإنسان، إذا لم يعهد نفسه بالتنظيف.



قَوْهْ

من الكلمات العامية الشائعة هنا في نجد كلمة (قَوْهْ) وتعني لنمشِ أو لنذهب أو لنسير أو لننطلق، وكثير منا يظن أنها جاءت من الكلمة الإنجليزية (go) بمعنى اذهب، وهذا هو المتبادر والشائع.

ولكنني سمعت مرة الأستاذ عبدالله نور -رحمه الله- يشرح الكلمة في خميسية حمد الجاسر ويؤكد أنه لا علاقة لها بالكلمة الإنجليزية، ولكني (مع الأسف الشديد) نسيت ما قال جملة وتفصيلا، ولم أعد أتذكر منه شيئا، رغم أهميته، لأن الذاكرة عندي تشبه المنخل الذي تعيّره الشبكة في المثل العامي المشهور (الشبكة تعيّر المنخل) فهي تعيّره بفتحاته الكثيرة التي ينزل معها ما يوضع فيه رغم أن فتحاتها (الشبكة) أوسع من فتحاته (المنخل).

كذلك لم أسجل ما قاله (نور) ولم أكتب ملخصه، (وهذه خسارة)، وما أكثر الخسائر (يا ما ضاع على الحاج من جمل).



سوء توزيع الكتاب


يتذمر المثقفون من سوء توزيع الكتاب، وعدم انتظامه وعدم وجود جهة أو جهات تعتني بذلك، وتتولى سهولة توزيع الكتاب بين الدول، فكتاب يصدر في مدينة من مدن المملكة قد لا يوجد في مدينة أخرى (وهذا واقع ومشاهد)، فضلا عن أن ما يصدر في دولة عربية أو غير عربية قد لا يوجد في دولة عربية أخرى.

وأدهى من ذلك وأمر أن ما يصدر في المشرق العربي لا يرى في المغرب العربي، والعكس بالعكس إلا نادرا.

وهذا من أسباب تعدد التحقيق للكتاب الواحد، ويحضرني الآن مثالان (والأمثلة كثيرة جدا)، فقد قام دكتوران، من المملكة د. ناصر الرشيد، ومن العراق د. حاتم الضامن بتحقيق شعر يزيد بن الطثرية الأول بتاريخ 1400هـ، والثاني بتاريخ 1973م وساعدت وزارة الإعلام العراقية على طباعته، وكل منهما لم يعلم بما فعله الآخر، وكتب أخرى كثيرة حققت أكثر من مرة، كتبت أسماء ما مرّ علي منها، وعلقت الورقة في أحد أركان المكتبة، ومنها أيضا: كتاب الدرر المفاخر في أخبار العرب الأوائل والأواخر، تأليف محمد بن حمد البسام، فقد حققه كل من: سعود الجمران العجمي من الكويت (1401هـ)، ود. رمزية الأطرقجي من العراق (1989م).



بين الكتاب والشاشة

قبل أن أبدأ في الموضوع أقول لكم شيئا عن (الوشّاشة)، وهي لعبة خشبية كانت مشهورة في هذه المنطقة يتسلّى بها الأطفال، يصنعها النجار من خشبة رقيقة بها فتحتان يوضع فيهما حبل من القطن (مقطيّة) ثم تدار بقوة فتحدث صوتا كأنه يقول (وِشْ وِشْ) ولهذا سميت (والشّاشة).

وبمناسبة الوشاشة والألعاب الشعبية القديمة.. لدي في متحف قيس وفي حقيبة الرحلات بعضها، مثل: الوشاشة، المهفة الصغيرة، أم تسع أو الخطة، صفّارة، بوري سيكل (حصان إبليس).

وكانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب قد أقامت قبل سنوات مهرجانا للألعاب الشعبية القديمة قام بأدوار تلك الألعاب مجموعة من الشباب، وقام بشرحها والتعليق عليها الأخ الأستاذ (الهارب) راشد الحمدان، ولولا خشية الإطالة واعتراض أبي يزن لأوردت لكم أسماء تلك الألعاب، وأسماء الكتب التي ألفت فيها.

والطريف -بل والمؤسف- أنني لم أعثر على شريط تلك الألعاب رغم حرصي وبحثي.

الكتاب -أيها السادة- جاءت (الشاشة) فهددته بعزوف الناس عنه واتجاههم لها، وشاع عند الناس هذا التهديد، ولكن الكتاب يظل في مكانه ولمحبيه، وللشاشة روادها ومحبيها، ولكن الشيء المؤكد أن للكتاب ميزات لا تتوفر في الشاشة، تحمله معك، تقرأ فيه كلما أردت، لا يحتاج لكهرباء، ولا لمكان معدّ.

والشاشة التي أقصد -وتعرفونها- هي التلفاز، والقنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية، أو شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) وغير ذلك من مخترعات التقنية التي تتطور يوما بعد يوم.



الصحف المرئية


وما يقال عن الكتاب والشاشة ينطبق على الصحف الورقية والمرئية (الإلكترونية)، فإن الناس فيهما على رأيين.



سوء توزيع الكتاب.. مرة أخرى

عطفا على ما سبق في أول هذه الكلمة عن هذا الموضوع فقد فوجئت بكتب لم أعلم بصدورها -وهي كثيرة- منها كتاب (شعراء ماتوا جوعا- صالح الغفيلي) أهداه لي الأستاذ حمد الداود، ففرحت به وضممته لكتب المعدمين من الأدباء والشعراء، (كتبت عنهم وما صدر عنهم في مقال سابق)، ومن تلك الكتب: البؤساء والمعدمون، إمام البؤساء محمد العبد، البؤساء في عصور الإسلام، أدباء في ضائقات مالية، من دنت إليه الدنيا فرفعته ثم دالت عليه فوضعته، الشاعر عبد الحميد الديب، أدب المعدمين في كتب الأقدمين، الفلاكة والمفلوكون، الذين أدركتهم حرفة الأدب.

وعدم وجود جهة تسجل ما تلفظه المطابع من كتب وما يرد للمملكة منها جعل الإحاطة بذلك من المستحيلات.

والكتب التي تذكرها المكتبة الوطنية والتي تودع عندها قليلة جدا ولا تكاد تغطي سوى نسبة قليلة جدا مما يصدر.

وهذه المشكلة (سوء التوزيع) ما زالت قائمة، وستظل إلى ما شاء الله، ما لم تشمر وزارة الثقافة أو غيرها (كمجلة عالم الكتب) عن سواعدها (المفتولة) وتخبرنا بما يصدر وما يرد للمملكة، لنختار منها ما نشاء.



كل من لاقيت يشكو وقته

ويصطدم هذا الرجاء بما يتمتع به الوقت الآن من قصر (فشِل) حيث تكالبت عليه المشاغل والارتباطات وظروف الحياة، وتعقيدها وصعوبة التنقل من مكان إلى مكان في ظل الزحام (وخاصة في المدن) فأصبح صدر البيت كما أسلفت: كل من لاقيت يشكو وقته، وكانوا يشكون دهرهم، وربما ما زالوا كذلك.




نشأة الإخوان ونشأة الأرطاوية


قرأت عن هذا الكتاب في إحدى صحفنا، ورغبت في الحصول عليه رغم أني لم أعد أحرص على اقتناء الكتب لعدم وجود الوقت لقراءتها أو حتى تصفحها، وكذلك رأفة بالجوهرتين الثمينتين.

ثم مضت أيام وأسابيع، وفي أثناء زيارتي وولديّ لمهرجان الغاط الذي يقيمه الشيخ سعد الناصر السديري كل عام مررنا بمهرجان بلدة العودة (عودة سدير) للتفريق بينها وبين عودة الدرعية خلافا لما قلته سابقا من عدم وجود عودة أخرى.

أقول في أثناء زيارتي تلك استقبلنا الأخ الأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز الضويحي وإخوانه وراشد بن دباس ووالده وإخوانه أحفاد (أبو دباس) وابنه دباس صاحبي القصيدتين المشهورتين وقصتهما، وقد تقهوينا في النخل الذي جرت فيه القصة وسالت الدماء. وكذلك استقبلنا جمع كريم من أهل العودة، وأهداني الأول كتاب الأستاذ عبدالله بن عبدالمحسن الماضي (نشأة الإخوان ونشأة الأرطاوية)، الذي طبع هذا العام، وقدم له المؤرخ د. عبدالله بن إبراهيم العسكر.

وجاء في كلمة المؤلف أنه سبق له تدوين مقطع تاريخي عن (الأرطاوية) في كتابه (ذاكرة من الزمن).

وجاء المؤلف في كلمته تلك بهذين البيتين من الشعر العامي:

إن الثمانين يا شعري وقد كملت
ما عاد يوقظه برق وإرعاد

========

ما من ورا عصر الثمانين منتوج
والبيت ما يبني جداره قضاضه


========



ووجدتني أضع قبلهما (في نسختي) هذا البيت من الفصيح:

إن الثمانين وبلغتها
قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

وهذا البيت:

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولا لا أبالك يسأم



وكذلك البيت:


قالوا أنينك طول الليل يزعجنا
فما الذي تشتكي قلت الثمانينا



وفي الكتاب وثائق وصور ومناظر تزيد من فائدته، ولعلي أتمكن من العودة له في مستقبل الأيام.


وذكّرني موضوع الإخوان بكتابين في نفس الموضوع، أولهما:

فرقة الإخوان بنجد

ألفه: محمد مغيربي فتيح، صفحاته (55)، طبع عام 1342هـ، وفيه صور للحرمين الشريفين، وصورة الإمام عبدالله بن سعود، وللملك عبدالعزيز مع أنجاله وأقربائه.

والمؤلف وجدته قرّظ كتاب (الدين والحرم) للحاج عباس كرارة عام 1367هـ وذكر عند كتابة اسمه في آخر التقريظ أنه عضو مجلس الشورى بمكة.

وفي كتاب الأستاذ فؤاد شاكر (رحم الله الجميع) (الملك عبدالعزيز.. سيرة لا تاريخ) ذكر بعض المؤلفات التي نشرت عن الملك عبدالعزيز (آنذاك)، ومنها هذا الكتاب (فرقة الإخوان بنجد) وذكر أنه طبع في (الإستانة) بتركيا.

وهذا الكتاب حصلت عليه (مصورا) قبل عدة عقود، ومكتوب غلافه بخط اليد (كما يرى هنا) وقد اجتهدت في الحصول على نسخة أخرى من الكتاب لأصور غلافه المطبوع وأضعه في نسختي، ولكن محاولاتي باءت بالفشل، ورجعت بخفي حنين (بضم الحاء) (لا بفتحها كما سمعت ذلك من شخصين آخرهما قبل أسبوعين اثنين)، في إحدى الندوات.

والكتاب -على فكرة- من مكتبة (حمزة المرزوقي أبو حسين) كما في طرته.

الكتاب الثاني: فيصل الدويش والإخوان.. ألفه الأستاذ يحيى الربيعان صاحب شركة الربيعان للنشر والتوزيع (الكويت) وجاء في 119 صفحة، استعرض فيه معركة الجهراء المشهورة وموضوعات أخرى، طبع عام 1997م.

وهذه المعركة ألف عنها د. بدر الدين عباس الخصوصي كتابا من 261 صفحة، نشر عام 1983م (برفقه صورة غلافه)

مقال د. سليمان العنقري: وقبل سنوات قليلة كتب د. سليمان العنقري مقالا في الموضوع في إحدى صحفنا، أتبعه بمقال صغير جدا بعد ذلك بقليل، كما فعلت حين كتبت مرة تعليقا على مقال عنوانه (الغائبون عن بيوت الله)، فأتبعته بمقال صغير جدا بعد ذلك بقليل، لم يعجب القوم آنذاك، والله المستعان.


محمد بن عبدالله الحمدان
مكتبة قيس _ الرياض - البير