• ×

رحم الله عبدالله بن سويلم

0
0
6.7K
 لما كان سكني في غرب الرياض (البديعة وعليشة) كنت أرى الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن سويلم رحمه الله متجها من منزله إلى مسجد سارة، قاطعاً شارع البديعة السريع على قدميه معرضاً نفسه لأخطار السيارات، ثم كنت ألتقي به على فترات متقطعة في بيته، واستفيد من علمه ومدخراته الثقافية، في شتى العلوم، وخاصة في الأنساب.
وأهداني رحمه الله شجرة نسب لأسرته وعائلته وقبيلته (ما زلت أبحث عنها)، وأخبرني أنه يملك أوراقاً بعد والده عبدالعزيز رحمه الله تشتمل على معلومات تاريخية في الأنساب وغيرها.
والشيخ من ثادق القريب من (البير) - 8 أكيال، ومن موظفي الديوان الملكي، وبيننا وشائج قربى من جهتين.
وكنت هناك بصحبة (مكتب قيس للكتب والجرائد القديمة) و(متحف قيس للمقتنيات الأثرية) و(دار قيس للنشر والتوزيع) وكلها في بيت صغير أرضه 300 متر مربع، تم بناؤه بمساعدة (الصندوق).
فلما ضاق بي وبهذه الأخوات الثلاث المتقدمات استأجرت بيتاً أكبر في شارع الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله- في نفس المنطقة.
ثم تكرم ابن عمي عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحمدان وأهداني أرضاً في شمال الرياض في حي التعاون جنوب الدائري الشمالي وهذا الحي بين طريقي أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان رضي الله عنهما (مخرجي 6 و7)، فبنيت على هذه الأرض مقراً للصديقات الثلاث المكتبة والمتحف (المتحفة) ودار النشر, وسكناً لي ولمن حولي، وانشغلت بالبناء وبالصديقات وبشئون الحياة، وانشغلت عن زيارة الشيخ عبدالله بدون عذر سوى النسيان والكسل والتنبلة (عذر أقبح من فعل).
ودارت الأيام ومرت الأيام والأشهر والسنوات وإذا بهادم اللذات ومفرق الجماعات (الموت) يذكرني به.
هذا الموت الذي وصفه د. عبدالعزيز بن محمد الفيصل في زاويتة بجريدة الجزيرة -قبل سنوات- بـ(داهية القرون)، ولا بد أن ما جاء في هذه الزاوية وغيرها وضعه الدكتور عبدالعزيز في كتابه ذي المجلدات الثلاثة.
وهذه الزاوية عندي، ولكن من يجدها بين أكوام القصاصات والصفحات الموجودة في (كراتين موز) في مكتبة قيس التي تقبع بقاياها الآن في ركن من البيت بعد أن بعت ثلاثة أرباعها ثم نصف الربع لبناء البيت, وكذلك معظم محتويات المتحف لبناء بيت يؤوى قيسا وإخوانه وأمه بل وأبيه، والله المستعان.
علماً بأن هذه البقايا تضم نوادر الكتب والصحف والمجلات (يأكل الطير ويبقى خير)، وهي متاحة للاستفادة منها لشتى أنواع المعرفة والفائدة.. وفي العزاء ذهبت لمنزل الشيخ لهذا الغرض، فأديت التعزية الواجبة لابنه الكبير محمد، ولم يكن إخوانه بجانبه، وكان الزحام شديداً، فلم أتمكن من مقابلتهم وتعزيتهم.
كتب عنه كثيرون، ولكن بحكم اقتصاري على رؤية الجزيرة والشرق (غير الأوسط) فلم اطلع على بعض المراثي التي قيلت فيه، والتي لابد أن أولاده البررة قد أحصوها تمهيدا لنشرها في كتاب (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم).
وممن أتذكر أنه كتب عنه: الأستاذ عبدالرحمن بن فيصل بن معمر (من عصبة الأدباء)، والأخ عبدالعزيز بن حمد بن سويلم وغيرهما. ثم اتصل بي -مشكوراً- ابنه البارّ الشهم منصور (أبو تركي) يسألني إن كنت كتبت شيئاً عن والده، ويذكرني بالعلاقة الحميمية بيننا، ويعد بلقاء يضم أصدقاء والده, فمعذرة له ولإخوانه الذين لم أرهم يوم العزاء (المزدحم) الذي غادرت بعده إلى الحجاز, فلم أتمكن من الحضور بقية الأيام.
رحم الله الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن سويلم، ووفق أولاده لنشر ما خلّفه من نوادر وتراث, والله المستعان.