• ×

عثمان الصيني

تراثنا يحث على السمنة يا دكاترة

تراثنا يحث على السمنة يا دكاترة
0
0
1.9K
جريدة الشرق السمنة أو زيادة الوزن عند الأطباء داء أو شيء غير محبوب، فلا تذهب إلى طبيب إلا وينصحك بتنظيم الغذاء والبعد عن الدهون. وتقاريرهم وإحصاءاتهم تذكر دائماً أن السعوديين في مقدمة الذين تكتنز أجسادهم بالشحوم، وزيادة الوزن ترتفع نسبها عند السعوديين والسعوديات الكبار منهم والأطفال، ويرجعون السبب إلى العادات الغذائية وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة. لكن معظم الأطباء درس في أوروبا وأمريكا حيث الرشاقة وبخاصة عند عارضة الأزياء التي تعنى أن تكون هزيلة وعجفاء على غرار وصف بشار بن برد «في حلتي جسم فتى ناحل لو هبت الريح به طاحا»، أو أن التقارير الطبية ومعظمها غربية تنادي بالويل والثبور وعظائم الأمور من السمنة وزيادة الوزن؛ بينما نحن ندرس تراثنا العربي قديمه، وما سيصبح تراثاً بعد مدة، وفيه إشادة بالوزن، فالعرب تصف المرأة السمينة بالعبلة والرعبوبة والبرمادة والبضة والممكورة، ومن مقاييس جمال النساء عند العرب كبر الأعجاز والصدور، ولذلك تغزل كعب بن زهير بسعاد عند الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله «هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة لا يشتكي قصر منها ولا طول»، ويقولون على سبيل المبالغة «تدخل اليوم وتدخل أردافها غداً»، وقول الشاعر يصف كبر الصدور والأرداف «أبت الروادف والثدي لقمصها مس البطون وأن تمس ظهوراً»، وقولهم «أعلاها قضيب وأسفلها كثيب»، وفي الكتابات المعاصرة مما سيصبح تراثاً كتاب الأخ تركي الدخيل مذكرات سمين سابق، وديوان محمد بن سليمان الضالع «شيء من حتى» وهو نفس اسم الزاوية- الذي قال عنه أستاذنا كنز الكتب والمجلات والدوريات القديمة والمخطوطات محمد عبدالله الحمدان إنه كان سميناً ثم نحَّف نفسه، وضمن الديوان قصائد طريفة في ذلك منها معارضته لألفية ابن مالك في النحو «موضوعها يختص بالسمان.. ذوي الكروش من بني الإنسان.. وهم ذوو التكوير والبروز.. مشيتهم كمشية العجوز، وفي النهاية هل نستمع إلى الأطباء أم نستلهم التراث.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (75) صفحة (17) بتاريخ (17-02-2012)